رجل في زمن العولمة للمبدع سعيد بلفقيه

رجل في زمن العولمة 

تحررت من السروال البلدي، ثم انطلقت متخفيا،متخطيا عتبة التقليد وكل ماهو بال.
شموع الزفة ترافقت معي في هذا الانسلاخ من جلدي الأصلي الأصيل،،
ما أرخص مثل هذا:أن نغربل أنفسنا وهويتنا من تقاليدنا اقتداء بمن يطلب العصرنة حتى في أخلاقه.
لكن دارت في رأسي عدة أسئلة: أريد أن أعيش، لا أريد أن أكتفي بالتواجد،، أن أحب بحرية وأتسكع بحرية، وأتمتع بحرية،، لا أريد أن أكبت باسم الأخلاق والفضيلة،،
هي أسئلة / لقطات مكثفة انبثقت من جوفي، وقد عنت لي أن كل شيء ممكن في الحياة، وكل شيء مخفي بطريقة منفلتة ومبطنة: اللذة والألم، الإخلاص والخيانة، الطمع والقناعة،المرأة والرجل،،، سر استمرارية الحياة تناقضاتها.
فجأة، وجدتني أبحث عن حافة أرمي نفسي فيها، أدهشني ما أفكر فيه، وتساءلت: كيف لي بقبول كل هذا وأنا رجل تقليدي،،
كيف أومن بكل هذه الحقوق الزائفة باسم الاندماج في عصر هجين.
جرحني كل هذا فأنبت الأمارة بالسوء، وقلت لها: من المستحيل أن يقنعني أحد أو مظهر بالتخلي عن سروالي البلدي.
وإني لمرتاح فيه.