يوميات حليمة: قصة للمبدعة نعيمة الدخيسي/ الحلقة الأولى

أهلا وسهلا بكل متابعي مدونة عذب الكلام.
نقدم لكم اليوم الحلقة الأولى من قصة: يوميات حليمة بقلم المبدعة نعيمة الدخيسي.


يوميات حليمة: قصة للمبدعة نعيمة الدخيسي
يوميات حليمة: قصة للمبدعة نعيمة الدخيسي 

يوميات حليمة

كانت حليمة كباقي الشابات في سنها تحلم بفارس الأحلام الذي سيأخذها فوق البراق الى القصر الذي بنته في مخيلتها بحدائقه البديعة وخدمه الكثر وأثاثه الذهبي المرمري، كانت دائما ترى في أحلامها غرفة نومها المطلة على شلال وسط حقل الورود والازهار وتسمع صوت حبيبها يناديها حلومتي هل استيقظت كي نتناول طعام الفطور معا... لتستيقظ على صوت زوجها الذي يبحث كل صباح عن ملابسه وحذائه و أغراضه... تبددت أحلامها فلا هي تزوجت فارس الأحلام الذي رسمت ملامحه في مخيلتها ولا هي عاشت في قصر بديع لكنها كانت مسرورة بحياتها حامدة لله، مضت سنوات وحليمة تنتظر مولودا لكنها لم توفق... بدأ الحزن والخوف من المجهول يؤرقها في نومها فما عادت تقوى على مواجهة أسئلة العائلة، فبعدما كانت محبة للزيارات واللقاءات أصبحت تتحاشى الجميع حتى لا تجيب عن السؤال الذي يطرحه كل من التقى بها.

مرت السنة تلو الأخرى و البيت الذي طالما تخيلته حليمة مليء بالاولاد والبنات لا يضم الا شخصين: هي و زوجها الذي يغادره كل صباح ولا يعود اليه الا في المساء متعبا من شدة الاعباء، بالكاد يبادلها بعض الكلمات قبل ان يتناول عشاءه و يستسلم للنوم... قررت حليمة ذات ليلة أن تناقش مع زوجها موضوع الانجاب، كان يصغي جيدا لكلامها فقد كان يحبها كثيرا ويتجنب الحديث في موضوع الاولاد امامها حتى لا يجرحها، لم يبد أي معارضة لزيارة أخصائي بل رحب بالفكرة ووعدها بأنه سيسأل بعض الأصدقاء الذين لهم علاقة بمجال الطب والصحة، شكرته حليمة ودعت الله ان يرزقهما الذرية الصالحة. في الغد وبمجرد ما حصل على المعلومات هاتفها في الصباح على غير عادته وأخبرها بأنه أخذ موعدا مع طبيبة النساء في المساء وطلب منها ان تهيء نفسها للزيارة. فعلا أسرعت في انهاء واجباتها المنزلية ثم بدأت تهيء نفسها لزيارة الطبيبة التي ارتاحت لها بمجرد سماع طبيبة عوض طبيب فحليمة معروفة بالحياء والحشمة. عاد زوجها الى البيت تناولا معا وجبة الغذاء وعيونهما تتبادلان ألف سؤال و سؤال. قطعت الطبيبة حيرتهما وشكوكهما عندما أخبرتهما بأن حليمة تعاني مشكلا خلقيا في جهازها التناسلي يستوجب التدخل الطبي من أجل مساعدتها على الانجاب. كانت صدمتها كبيرة وكان خوفها من ردة فعل زوجها أكثر ما يؤرقها لكن جمال قطع شكها باليقين عندما سأل الطبيبة متى نبدأ العلاج؟ أخبرته بانه يلزمهما اجراء مجموعة من التحاليل قبل العلاج... نتائج التحاليل كلها كانت جيدة مما أثر على نفسيتيهما ايجابا، ثم بدأ مسلسل العلاج... المحاولة الأولى باءت بالفشل مثلها مثل المحاولة الثانية... بدأ اليأس يتسرب اليهما لكنهما كانا يوقنان بأن الله سيكرمهما بفضله ورحمته الواسعة وفعلا تحقق الحلم وتحققت الأمنية في المحاولة الثالثة... عمت الفرحة أرجاء البيت وعلمت العائلة كلها بالنبأ السعيد وتقاطرت المكالمات الهاتفية بالتهاني والتبريكات... جمال يحضر كل يوم ما لذ وطاب من الطعام تلبية لرغبات حليمة التي تغيرت سلوكاتها وعاداتها في الوحم، المسكينة عانت الأمرين في مرحلة حملها الاولى لكنها صبرت واحتسبت الاجر لله.

انتهت المرحلة الأولى على خبر كاد يوقف قلبيهما من شدة الفرحة بعدما أخبرتهما الطبيبة أن حليمة حامل في توأم... زاد اهتمام جمال بحليمة فكان يحرص على خدمتها بنفسه كما كان يلبي جميع طلباتها فرحمة الله وسعت كل شيء وما هي الا اشهر معدودة ويعج البيت بالابناء وسيعلو الصراخ والضجيج بعدما كان هادئا كسكون الليل... كانت بطن حليمة تكبر يوما بعد يوم وتكبر معها الفرحة ويزداد الشوق لرؤية الجنينين؟ ترى لمن سيشبهان؟ كانت حليمة تقترح اسمين كل يوم بينما كان جمال يكتفي بالاصغاء والمباركة... ومع متم شهرها السادس قررا ان يبدآ في شراء مستلزمات الضيفين القادمين وفي التحضير للمناسبة السعيدة. وفي غمرة التحضيرات احست حليمة بألم غريب في بطنها لكنها لم تعره اهتماما، الا ان الالم اشتد و اشتد و ظهرت عليها بوادر ولادة مبكرة و هي التي لم تتمم شهرها السابع... أيقظت جمال في منتصف الليل بعدما استفنذت قدرتها على الصبر، أخذها الى المستشفى و هناك أخبروه بأنها ستلد بعد لحظات...

بقلم: نعيمة الدخيسي

وانتظروا بقية الحلقات على مدونة عذب الكلام والتي سنعرضعا لاحقا في قسم إبداعات.
يمكنكم الاطلاع أيضا على إنتاج آخر من إنتاجات المبدعة نعيمة الدخيسي: 
كما نقترح عليكم الاطلاع على:
وللراغبين في نشر إبداعاتهم على مدونة عذب الكلام يمكنكم الاطلاع على:
وإلى لقاء آخر مع حلقة أخرى من حلقات يوميات حليمة على مدونتكم عذب الكلام، مع تحيات فريق العمل.

جديد قسم : إبداعات