السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في إطار نشرنا لإبداعات أعضاء ومتابعي عذب الكلام، سنقوم اليوم بنشر مساهمة جديدة للكاتبة سميرة بسراف بعنوان زهرة قلبي، نتمنى لكم قراءة ممتعة.



زهرة قلبي لسميرة بسراف
زهرة قلبي لسميرة بسراف

زهرة قلبي

أعلم يا أمي، ولظروف ما، لم تتمكني من تعلم القراءة ولا حتى الكتابة.
ربما، كانت لك أولويات منعتك من التعلم، فقد كنت امرأة بألف رجل.
أمي يا جنتي: أعلم، أن شوقك للتعلم والدراسة كان كبيرا، فقد لمحت هذا مرارا وتكرارا في كل مرة كنت أمسك بها كتابا.
لكن هذا، لا يغير منك شيئا، فأنت أمي، الذكية والحنونة التي ضحت بنفسها وشبابها وحياتها لتضيء حياة أولادها إلى جانب مئات من الأمهات.
أمي، يا نور حياتي، ويا قمري المنادي الذي لن يغيب عن سمائي، ويا شمعة، تضيء ظلامي وأيامي، أمي يازهرة قلبي يامن سهرت الليالي والليالي من أجل راحة بالي.
"ومن سيحن عليك بهذه الدنيا أكثر من أمك؟؟"
أيها القارئ، تأملها جيدا لعلك تصغي دقيقة لقلبك قبل فوات الأوان.
سامحيني يا أمي، سامحيني يازهرتي وعالمي الصغير، سامحيني يا أمي.
فقد ظننت، أن الصمت هو الدواء لروحي وقلبي، ولم أمنع نفسي، من بناء قصر منعزل عن العالم الخارجي، ووضعت فيه كل آلامي وخيباتي المتتالية، ظننت أن الابتعاد هو أفضل حل يمكنني القيام به، قلت لعله يكون أخير سفينة متبقية للنجاة لي، وصنعت لنفسي جدارا يصعب لغيري اتباعه يحميني من كل صفعات الحياة.
منعت السعادة عن نفسي، ونسيت أن روحي أمانة يحاسبني الله عنها، ظلمت نفسي على أخطاء لم يكن لي فيها ذنب .
لكني، يا أمي لم أعرف مرضا يقتل أكثر من التفكير وتحميل النفس ما لا طاقة لها.
سامحيني يا أمي فقد انشغلت بالحياة ونسيتك لكني يا أمي كنت أريد أن أنسى آلامي فقط وضاع طريقي قبل الوصول للنسيان.
سامحيني يا أمي إن كنت وحيدة وربما مكسورة، لا رفيق ولا صديق، سامحيني إن بكيت ونزلت دمعة قهر من عينيك، وبعثرت حروف وجهك الجميل دون أن أكون لك الحضن الدافئ كما كنت أنت معي.
فأين هو السبيل لإسعادك يا أماه ؟؟؟
وقد خانتك الآمال وأصبحت كائنا ضعيفا وهشا لا يرجو غير السلام.
آسفة يا صاحبة القلب الكبير فربما لم تنصفك الأيام، وأعلم يا أمي أنه مهما كثرت وتراكمت أخطائي، بابك لم ولن يغلق بوجهي، مهما مرت عقارب الزمن.
وأشهد الله أيتها الأميرة أني مستعدة للتضحية وحمل ثقل الحياة عنك ومن أجلك. أموت إن آن الأوان.
أنت الوطن يا أمي، الوطن الذي لا يخان.
إلى أمي سوف نحيا يازهرة قلبي.
بقلم: سميرة بسراف.
ولمن يرغب في نشر مساهمته بالمدونة يرجى الاطلاع على الشروط وطريقة الاتصال والعديد من التفاصيل التي ستجدونها بهذا الموضوع:
وكل الشكر والتقدير لفريق التدقيق اللغوي لعذب الكلام والذي يقوم بمجهودات جبارة.
وإلى لقاء آخر مع إبداع جديد من على مدونة عذب الكلام.

جديد قسم : إبداعات

إرسال تعليق