بين الماضي والحاضر للكاتبة سميرة بسراف

أهلا وسهلا بكل متابعي مدونة عذب الكلام.
كما يعلم متابعينا الأوفياء أن مدونة عذب الكلام فتحت نافذة لنشر الإنتاجات الإبداعية لروادها وذلك كاعتراف وتشجيع منا على الإبداع والتميز، وذلك بهدف إيصال إبداعاتهم إلى أكبر عدد ممكن من المهتمين عبر العالم.
ومساهمة اليوم سيكون بعنوان: بين الماضي والحاضر للكاتبة سميرة بسراف.


بين الماضي والحاضر للكاتبة سميرة بسراف
بين الماضي والحاضر للكاتبة سميرة بسراف


بين الماضي والحاضر

كل ما حدث كان كالحلم الحزين الذي أحرق كل شيء جميل...
وعندما جفت مني منابع الصبر صرت أنا والقلم صديقين أنا أحكي وهو يكتب.
وكلما كتبت أصبحت الصراعات الداخلية تبحت عن الأجوبة لتطفئ نيران الأسئلة المتراكمة بداخلي؛ هل كان الذنب ذنبي؟ أم أن القدر كان سببا في ذلك!!؟
ليصبح ما بين الماضي والحاضر حكاية أخرى.
إلى جانب نافذة وقفت فتاة صغيرة تتأمل حبات المطر المتساقطة من السماء، ورغم البرودة الشديدة لم تتحرك من مكانها وكأنها تمثال من حديد.
أصبح المكان أكثر صمتا، ذلك الصمت الذي يمكن أن يرعب النفس من شدة الصراعات الفكرية بين منطق العقل وعطف القلب، بخطوات بطيئة وهادئة اقتربت من الفتاة الصغيرة ووضعت يدي على كتفها، تحولت نظرات الفتاة في اتجاهي. شاهدت في عينيها دموعا متجمعة خائفة من النزول، حاولت ان أكلمها، حاولت ان أخرجها من ذلك العالم المنعزل عن الحياة الطبيعية.
إلا أنني غرقت في متاهة الحيرة، تلك الحيرة جعلتني أبادر بالسؤال عن سبب بكائها، لكنه الصمت من جديد، اختار ان يكون هو سيد المكان. 
نزلت دمعة من عينيها، دمعة أحرقت قلبي ونطقت بصوت بريئ ومتقطع، وكأنها تريد أن تسمع عكس ما يقال أو عكس ما تعرف هي!!
"أين أبي؟؟"
تجمدت الكلمات بداخلي ولم أستطع الاجابة عن سؤالها.
بدأت في بكاء طويل حتى عجزت عن التفكير: هل أساعد الطفلة؟ أم أساعد نفسي أولا؟
ربما هذه الفتاة فتحت جروحا مر عليها وقت طويل، عادت بي ذاكرتي إلى ما قبل عشرين سنة، عندما طرحت نفس السؤال على أمي.
وقفت أمام المرآة، فالمرآة تعكس الروح الحزينة المتواجدة بداخلك.
كنت أتأمل تفاصيل وجهي، وأسمع صوتا بداخلي، ربما كنت أتجاهل وجوده. نعم.
"ماذا لو طرحت الطفلة نفس السؤال من جديد؟؟"
ربما إنه ماض وانتهى، وحتى تلك الصغيرة أصبحت اليوم كبيرة، نعم كبيرة إلى درجة الشيوخ.

بقلم: سميرة بسراف

ولمن يرغب في نشر منتوجه الخاص يمكنكم الاطلاع على طريقة الإرسال والتواصل والشروط عبر هذا المقال:
وإلى لقاء آخر مع إنتاج جديد من إنتاجات مبدعي عذب الكلام.
مع تحيات فريق عمل مدونة عذب الكلام.

جديد قسم : إبداعات

إرسال تعليق