خواطر: مع توسمان للكاتب عبد الصمد بولحية

نجدد الترحيب مرة أخرى بكل متابعي مدونة عذب الكلام، المدونة المتخصصة في الأقوال والحكم والخواطر والإبداعات.
سنقدم لكم اليوم مساهمة من مساهمات مبدعي عذب الكلام وهي خواطر: مع توسمان للكاتب عبد الصمد بولحية.


خواطر مع توسمان للكاتب عبد الصمد بولحية
خواطر مع توسمان للكاتب عبد الصمد بولحية


خواطر: مع توسمان

وسط عتمة الليل، وبعد النوم الذي يشهده جل الناس من تعب العمل، آنذاك يصبح قلبي وعقلي في معركة دائمة يستحضران كل أنواع الملفات، أشعر كأنها تتطاير بين أرجاء قلبي وعقلي. 
رغم ذاك الحوار الذي دار بينهما ذات يوم في شاطئ المهدية، إلا أنهما لازالا يتشاجران.
إنهما يأخداني في رحلات متعبة، حتى يصبح  جسمي منهكا من شدة التفكير.
قلت لنفسي توقفي قليلا  عن كل هذا  وارفعي القضية إلى محكمة أعلى درجة، فالمحاكم الأولى لم تنصفك  ولم تحسسك ولو بالقليل من العدالة الروحية، كأنها تساند جسما غريبا له حصانة من جهة ما.
لكن للأسف رفض طلبي، أخبروني أنه من حيث المكان الذي أنا فيه ومن شكله مرفوض.
ماذا أفعل؟ ففي كل ثانية من ثواني الليل تمر أمامي مئات الأحداث، منها ما يعود للماضي البعيد، ومنها ماهو حديث.
قفزت من سريري، لم أجد طريقا غير طريقي إلى المطبخ كي أحتسي معشوقتي  السمراء، ربما هي من تعرف مر الماضي والحاضر، تعرف كل تفاصيل أيامي التي كنت أحكيها لها في صمت.
بعد كل هذا التفكير الطويل الذي أحسست به كأنه لن ينتهي، تذكرت ما قاله لي أستاذي وقدوتي سعيد بلفقيه، كلما أحسست بأنك منهمكا، احمل قلمك وخطط كلماتك. 
وهذا ما فعلته.. اتجهت إلى مكتبتي حملت ذاك القلم الذي ابتعدت عنه أياما معدودات، ربما اشتاق ليخرج من أعماق قلبه حبرا، كي يسعد قلبي، وتلك الورقة البيضاء التي كنت مثلها ولكن اشتدت عليها الكلمات والأحداث. 
بعدما كتبت آخر شيئ عن زهرة الياسمين.
بدأت الأسئلة تجول في رأسي ماذا ستكتب يا هذا؟ ماذا ستكتب؟ 
فأجبت نفسي حينها:
وعن ماذا سيكتب قلمي  وهي حاضرة في كل زمان ومكان؟ هل يمكن لقلبي ان ينساها وسبق لها أن  شنت جنازة على قلبي؟ 
هل يا ترى أكتب عن ضحكاتها التي أسمعها دائما حتى ولو لم تكن حاضرة معي كأنها تسكن جسدي؟  ام أكتب عن حزنها ودموعها التي أصبحت أميزها عن قطرات المطر؟ 
بالفعل نسيانها شبه مستحيل حتى ولو حاولت، ربما المسافة التي تبعدني عنها طويلة جدا، لكن مقارنة بالمسافة الخاصة بي لا تتعد شبرا داخل قلبي الصغير.
لازلت أتذكر ذلك اليوم حينما انغرست الإبرة في أصبعها الصغير وأنا أشاهده، لم أعرف حينها ماذا أفعل فقط شرد عقلي هل أنزع الإبرة وأنا بعيد أم أسرع إليها؟ 
رغم أن الإبرة كانت تخترق خنصرها إلا أنها لم تظهر ألمها ولا دمعها.. ظلت صامدة حتى لا تبدي ضعفها أمامي. 
كيف أنسى كل هذا وذاك.. الأمر صعب للغاية والتأقلم مع الوضع يجعلني حائرا. 
غيابها مثل غياب المطر، وأرضي قاحلة لم تعد تسقى بماء المطر. 
ترى هل سيعود المطر أم أنني سأمر من أيام عجاف؟
يتبع...

بقلم: عبد الصمد بولحية


كما نقترح عليكم من كتابات عبد الصمد بولحية:


وللراغبين في نشر مساهماتهم الإبداعية على عذب الكلام يرجى الاطلاع على الشروط وطريقة الاتصال عبر هذا الموضوع:


وإلى لقاء آخر مع مساهمة جديدة من مساهمات مبدعي عذب الكلام.
مع تحيات فريق العمل.

جديد قسم : إبداعات

إرسال تعليق