ليست أجمل أيامي ولا أسوأها للكاتبة سميرة بسراف

متابعي عذب الكلام الأوفياء، سلام الله عليكم.
في إطار نشر مساهمات أعضاء عذب الكلام، سنقدم لكم اليوم مساهمة جديدة من توقيع الكاتبة سميرة بسراف بعنوان: ليست أجمل أيامي ولا أسوأها.


ليست أجمل أيامي ولا أسوأها
ليست أجمل أيامي ولا أسوأها لمسيرة بسراف

ليست أجمل أيامي ولا أسوأها

سنة 2006
يومها قلت أن الشمس لن تشرق ولن تنشر خيوطها الذهبية على الأرض من جديد، ظننت أن السماء لن يكون في جوف خباياها غير السحوب التي لن تنطق غير الدموع، حتى الزهور التي كانت تحمل ألوانا زاهية، أصبحت أراها كئيبة أكثر مني، لم أتردد للحظة واحدة بالمجازفة ووضعها في شرفة غرفتي، كنا نتبادل كل مساء وصباح نظرات باردة طويلة تشبه برود العدم وكأنها تقول "لقد صرنا وحدنا".

كنت أردد، لابأس إنها مجرد زهور على قيد الحياة زاهية بألوانها كالطيف صديقة لكل الطيور والفرشات. 
أما أنا مجرد شابة على قيد الانتظار مقيدة بسرد حكايا العمر، حكايا تخطو على جدار الفرح المؤقت.
كل منا بطل حكاية عمره، فهناك حكايات قد تسرد بكل صدى الألم والحنين وهناك حكايات أخرى ينتهي بها المطاف في قبر الصمت والنسيان وهناك حكايات تكتب بخط قلم أسود حزين.

كل منا له حكايته التي لن تنسى يوما.. ممزوجة باضطرابات حدثت بعد نهايات لم نخترها نحن.
اليوم مرت أكثر من 14 سنة، في كل ليلة من أيام تلك السنوات التي مرت بشوق حريق كقطار هرم لم يعرف محطة للوقوف، مرت ألف ليلة وليلة وأخذت معها ألف ذكرى وذكرى، أخذت معها أشياء يعجز القلم عن البوح بها. 
سنوات طويلة مرت كنت أنتظر فيها قدوم الليل كي أنام دون مخاطبة أحد حتى ولو كان هذا الشخص أنا، كنت صامتة لكن حزن عيني كان يتكلم بصوت واضح، وكأنه يقول يالك من قائدة عاجزة، يحاربها الفشل والخوف من مواجهة الواقع، وينتابني في اللحظة الواحدة ألف سؤال وسؤال تراودني أفكار في جوف الظلام تشعرني برغبة شديدة بالبكاء، فكرة كانت تسعد فؤادي وكياني وفكرة تجعل مني مجرد رمد متطاير بين السماء والأرض وفكرة تزرع في نفسي رهبة الخوف من الغد وأخرى تجعل مني قاربا صغيرا تائها في البحار، تلاطمه كثرة الأمواج وأخرى تبني لي قصرا من الأحلام وأصبح أنا المالكة لكل الطموح والآمال، وأخرى تجعل من عقلي خادما مكبلا لا يقف إلا على عرش الذكريات...

"لا أدري إن كنت أنا التي نسيت أم أن كثرة الليالي التي مرت مسحت ذاكرتي جزئيا لا كليا"
أيا أيها الليل لا تجعلني أراقب الحياة من وراء الكواليس والأيام من العمر تمضي ولن تعود.
أيها الليل ألن تكتفي من قتلي في كل ليلة بصوت أفكاري التي أصبحت مثل ألحان تطفو في قعر الزمان ترسو على جرح لطالما نزف على أبواب الحنين؟
أيها الليل إني أحادثك من أكثر الأماكن ظلاما ووحدة ليس من الحياة بل من أعماق الذكريات الجارفة لقلبي المكلوم 
فأنا لازلت هناك،
لازلت أحلم وأركض في شرفة غرفتي 
لازلت تلك الطفلة التي تحمل في عمق قلبها عتابا لسنوات جردتني من لباس الطفولة. 
نعم لازلت تلك الطفلة التي تشبه الليل في صمته ووحدته منعزلة عن العالم، فكم كاذبة هي ملامحي الآن؟؟ التي تشبه وضوح النهار اجتماعية، طموحة، محبة للجدل والضحك.
حسنا اليوم قررت المحاولة 
سأحاول أن أتجاوز كل خلافاتي معك أيتها السنوات الطويلة 
سأحاول أن أنسى كل الأشياء التي سرقت مني بلا ذنب مرتكب 
سأبتسم رغم معرفتي أن كل طرف مني يطالب بالإنقلاب 
وسيظل بريق عيني الحزين يخبرني أني نجمة مختلفة عن باقي النجمات، وأني جميلة رغم حزني العظيم.
يقول جبران خليل جبران 
صدقني لو فقدت ما فقدت لو كسر الحرمان أضلاعك ستجتاز هذه الحياة كما يجتازها كل أحد ...فاختر الرضا يهن عليك العبور.
بقلم: سميرة بسراف

وللذين يرغبون في نشر مساهماتهم على مدونة عذب الكلام يرجى الاكلاع على طريقة الارسال والتواصل التي ستجدونها على الموضوع الذي سنترك لكم رابطه أسفل الموضوع:
وإلى لقاء آخر مع إبداع جديد على مدونتكم عذب الكلام. مع تحيات فريق العمل.

جديد قسم : إبداعات

إرسال تعليق